مشروبات الطاقة وتأثيرها على الصحة تعتبر من أهم المواضيع التي تشغل بال كثيرون خاصة ممن يتبعون نظام حياة صحي ويرغبون في الحفاظ على لياقتهم وصحتهم الجسمانية والنفسية، لذلك من خلال هذا المقال نتعرف معًا على كل التفاصيل المتعلقة بمشروبات الطاقة وآلية عملها داخل الجسم وأهم فوائدها والأضرار التي قد تسببها أيضًا.
مشروبات الطاقة وتأثيرها على الصحة
مشروبات الطاقة وتأثيرها على الصحة تحتاج لكثير من الحديث والوصف لمعرفة أهم جوانب هذا الأمر، ولكن يمكننا إجمال الحديث عنها في المقولة المأثورة “ما زاد عن الحد انقلب للضد”، لذلك لا يمكننا الانتقال فورًا لمعرفة مشروبات الطاقة وتأثيرها على الصحة دون التعرف أولًا لماهية هذه المشروبات ومكوناتها وكيف يتعامل معها جسم الإنسان.
بعد أن نتعرف على الجوانب السابق ذكرها، يمكننا حينها التطرق لأهم فوائد وأضرار مشروبات الطاقة، وكذلك اختلاف هذه الفوائد والأضرار حسب الأعمار والحالات الصحية المختلفة، بالإضافة للعديد من العوامل التي يمكنها التحكم في مدى فعالية مشروبات الطاقة وتأثيرها على الصحة.
ما هي مشروبات الطاقة
مشروبات الطاقة هي مشروبات الهدف منها القيام بعملية تنشيط ورفع قدرة الإنسان الجسدية والذهنية لكي يتمكن من زيادة إنتاجيته والقيام بمهام أكثر أو بنشاط أكبر، وبشكل عام فإن مشروبات الطاقة تم إنتاجها بحيث تكون موجه لشريحة خاصة من الناس وهي شريحة الشباب والبالغين بداية من عمر 18 عام وحتى عمر 35 عام.
لاقت هذه المنتجات نجاحًا ورواجًا كبيرًا في الأوساط الشبابية، ويزداد يومًا بعد يوم الإقبال على هذه المنتجات بل وتتنافس شركات صناعة المشروبات في إصدار أنواع ونكهات مختلفة منها لكي تحقق أرباحًا أكثر وانتشارًا أوسع.
تاريخ ظهور مشروبات الطاقة
بداية ظهور مشروبات الطاقة كان في عام 1977 في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها انتشر لجميع أنجاء العالم وبدأ الشباب والمراهقين في تداوله بشكل كبير، حتى أنه في العام 2006 وصل إنتاجه لأكثر من 500 علامة تجارية وبأرباح خيالية، وحديثًاً بدأ التنويه على خطورة مشروبات الطاقة وتأثيرها على الصحة كنتيجة للانتشار المهول لها حول العالم.
كيف تعمل مشروبات الطاقة
آلية عمل مشروبات الطاقة وتأثيرها على الصحة تبدأ بمجرد دخول المشروب إلى الجهاز الهضمي الخاص بالإنسان، ويمر المشروب بعدة مراحل يحدث في كل مرحلة تأثيرًا محددًا على النحو التالي:
- المرحلة الأولى: بمجرد مرور عشرة دقائق على شرب مشروب الطاقة، يبدأ الكافيين الموجود فيه -والذي يعادل تقريبًا ما بين 80 ملجم إلى 500 ملجم- بالدخول بشكل مباشر إلى الدورة الدموية للإنسان، فيؤدي لزيادة ضربات القلب بشكل ملحوظ وبالتالي ارتفاع لضغط الدم.
- المرحلة الثانية: بعد مرور ربع ساعة وحتى 45 دقيقة يصل مستوى الكافيين في الدم لأعلى نسبة ممكنة، لذلك يعطي مشروب الطاقة حينها شعورًا بالنشاط والحيوية وزيادة التركيز.
- المرحلة الثالثة: بمجرد مرور 50 دقيقة على أقصى تقدير، تبدأ استجابة الكبد للمشروب وذلك من خلال قيامه لامتصاص كمية السكر الموجودة في مجرى الدم والناتجة عن شرب مشروب الطاقة.
- المرحلة الرابعة: تبدأ هذه المرحلة بعد انقضاء ساعة واحدة من شرب مشروب الطاقة، وعندها تنخفض نسبة الكافيين ويتبعها انخفاض لنسبة السكر في الدم وبالتالي انخفاض حاد في معدلات الطاقة، وسرعان ما يشعر الشخص بالخمول والتعب وانخفاض طاقته وقدرته على القيام بالمهام المختلفة.
- المرحلة الخامسة: في المرحلة الأخيرة من مفعول مشروبات الطاقة وتأثيرها على الصحة تبدأ أعراض انسحاب الكافيين بشكل تام من الجسم، والتي تستغرق في الحالات العادية حوالي 12 ساعة، وتزداد هذه المدة لتصل في بعض الأحيان لعدة أيام لمن يدمنون هذه المشروبات أو يتناولون كميات كبيرة منها، ويصاحب هذه المرحلة بعض الأعراض من إمساك وصداع وغيرها.
مكونات مشروب الطاقة
مشروبات الطاقة تتكون من المكونات نفسها التي تتكون منها المشروبات الغازية، مع إضافة بعض المواد نبرزها فيما يلي:
- نسبة الكافيين: بالرغم من أن المشروبات الغازية تحتوي على نسبة من الكافيين، إلا أن نسبته في مشروبات الطاقة تتراوح ما بين الضعف إلى 6 أضعاف تقريبًا! حيث تكون ما بين 70 مجم إلى حوالي 240 مجم.
- السكر: من المعروف أن نسبة السكر في مشروبات الطاقة تكون عالية، حيث تتراوح سعراتها ما بين 110 وحتى 220 سعر حراري للمشروب الواحد.
- الجينسنج: الجينسنج هو من الأعشاب النباتية المعروف عنها فوائدها الكثيرة والتي من أهمها تحسين وظائف المخ، وهو موجود بنسبة قليلة في مشروبات الطاقة.
- الجوارانا: هو كذلك من الأعشاب النباتية المعروفة، ومن أهم فوائده أنه مصدرًا طبيعيًا للحصول على الكافيين، كما أن له آثار ملحوظة في تسكين ألم العضلات.
- مشتقات الأحماض الأمينية وفيتامينات: هذه المركبات لها دور فعال في القيام بزيادة كفاءة عملية الهضم وبالتالي زيادة الامتصاص للغذاء والحصول على الطاقة اللازمة منه للجسم.
فوائد مشروبات الطاقة
استكمالًا لحديثنا عن مشروبات الطاقة وتأثيرها على الصحة لا بد أن نشير لوجود بعض الفوائد لهذه المشروبات، والتي يمكن الحصول عليها بالشرب المعتدل لها دون إسراف، وأهم هذه الفوائد:
- تحسين وظائف المخ وزيادة النشاط والقدرة البدنية والعقلية للإنسان.
- الحد من آثار الإرهاق الجسماني والذهني وتحسين وظائف الذاكرة وزيادة معدلات التركيز بشكل ملحوظ.
- تناولها للأشخاص الذين يمارسون الرياضة بمعدلات متوازنة لا تتعدى 250 مجم من الكافيين يوميًا قبل ممارسة الرياضة بساعة من شأنه تحسن الأداء البدني لهم.
- المركبات الأمينية الموجودة في مشروبات الطاقة من شأنها تعزيز قوة ونشاط عضلات الجسم بمعدلات مرتفعة.
- تعزز من الصحة الجنسية لدى الأشخاص الذين يمتلكون قدرة أعلى على تحمل نسب عالية من الكافيين بشرط عدم الإسراف في تناولها.
أضرار مشروبات الطاقه
كما سبق وذكرنا فإن لكل شيء منافع ومضار، وزيادة استهلاك مشروبات الطاقة عن الحد الموصى به تعرض الجسم للعديد من الأضرار التي من أهمها:
- ارتفاع نسبة الكافيين بالجسم وبالتالي التعرض لمشكلات القلب والأزمات القلبية وارتفاع ضغط الدم ومشكلات خطيرة في الأوعية الدموية.
- تحتوي مشروبات الطاقة على نسبة عالية من السكر المضاف بنسبة تتجاوز الحد الموصى بتناوله من السكر خلال اليوم الواحد، لذلك فهي تزيد من معدلات الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني بنسبة تتخطى 26%.
- يزيد الإفراط من تناول مشروبات الطاقة من معدلات الإصابة بمرض النقرس والأمراض الناتجة عن زيادة الوزن مثل السمنة وعسر الهضم وغيرها من الأمراض.
- لا ينصح بتناول مشروبات الطاقة للأطفال وغير البالغين لما تسببه من مشكلات متعلقة بالنمو، حيث تؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي والهرموني خلال مراحل النمو الأولى.
- يمنع تناول مشروبات الطاقة للحوامل وذلك لأن نسبة الكافيين تزيد من خطورة حدوث الإجهاض، بالإضافة لخطورة إصابة الحوامل بمرض السكر خلال الحمل مما يؤثر على صحة الأم والجنين.
مشروبات الطاقة متنوعة ومختلفة ولديها كثير من عوامل الجذب للمستهلكين، ولكن الصحة أهم نعمة رزقها الله للإنسان، لذلك الاعتدال وإيجاد بدائل ضرورة وليس اختيار من أجل حفظ الأمانة التي منحها الله لنا
Recent Comments