التعرق, الأسباب وطرق العلاج
يهتم غالبية الناس بالتعرف أكثر على مشكلة التعرق, الأسباب وطرق العلاج، وخاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع الحرارة بشكل كبير، لذلك من خلال مقالنا اليوم نناقش سويًا أسباب فرط التعرق وأحدث الطرق المعروفة لعلاجه، بالإضافة لمعرفة فوائد وأَضرار التعرق، كل هذا في السطور التالية.
التعرق, الأسباب وطرق العلاج
يجدر بنا قبل أن ندخل لصلب الموضوع الخاص بمشكلة التعرق, الأسباب وطرق العلاج أن نفهم جذور الموضوع أولًا، وذلك من خلال الفقرات الآتية والتي نناقش فيها أولًا مفهوم التعرق أو كيف تحدث هذه المشكلة، ثم نتابع فيما يلي أسبابها وفوائدها للجسم والأضرار المترتبة عليها، وبعد ذلك نصل للفقرة الأهم وهي فقرة طرق العلاج من التعرق، نتابع فيما يلي..
ما هو التعرق او العرق
التعرق هو ظاهرة أو وظيفة فسيولوجية يقوم بها الجسم، ورغم أنه لا يوجد إنسان يتقبل هذه الظاهرة لما ينتج عنها من رائحة كريهة وآثار سلبية، إلا أنها ظاهرة صحية تدل على صحة الجسم وقدرة الجهاز الإخراجي على التخلص من السموم والأملاح الزائدة بطريقة صحية.
التعرق هو عملية تخلص الجسم من الأملاح الزائدة عن طريق ملايين الغدد العرقية الموجودة في كل مكان على جسم الإنسان، ويتكون العرق من سائل يحتوي على كلوريد الصوديوم ومادة البولينا، وهي مواد ضارة بالجسم، ويزداد إفراز العرق من بعض المناطق التي تحتوي على غدد عرقية أكثر، مثل الإبطين والأنف واليدين، ويحدث التعرق طوال اليوم وحسب حالة الجسم ما بين الإجهاد والراحة.
اسباب العرق
اسباب العرق كما سبق وذكرنا هي في الأساس كونه وظيفة حيوية يقوم بها الجسم، ويمكننا شرح طريقة حدوثه عن طريق القول بأنه وسيلة الجسم لمقاومة الارتفاع الزائد في الحرارة وبالتالي فقد كمية كبيرة من الماء المكون لأكثر من نصف تركيب جسم الإنسان.
بمجرد ارتفاع درجات الحرارة وزيادة فقد الماء يتنبه الجهاز العصبي في جسم الإنسان ويقوم بتحفيز الغدد العرقية لإفراز العرق للعمل على خفض حرارة الجسم والتخلص من الأملاح الزائدة والمركزة نتيجة لفقد الماء، ويستمر إفراز العرق بالحد الذي يتفق مع كمية السموم والأملاح المراد التخلص منها، ومع كمية الماء المفقودة المراد تعويضها أيضًا.
رغم أن اسباب العرق طبيعية ولا تدعو للقلق، إلا أنه في بعض الحالات يتحول لحالة مرضية تعرف بفرط التعرق وهي زيادة إفراز العرق عن المعدلات الطبيعية، وتحدث هذه الحالة المرضية بسبب عدة عوامل، قد يكون منها وجود خلل في الغدة الدرقية، أو ممارسة الرياضة بشكل مستمر، أو مرض السكري، أو حتى بعض الأورام السرطانية في الجسم.
محفزات العرق
كما سبق وذكرنا أنه توجد أسباب واضحة لحدوث التعرق، ولكن هل هناك عناصر محددة تحفز الغدد العرقية على إفراز العرق؟ نعم، ومن أهم محفزات العرق ما يلي:
- الارتفاع في درجة الحرارة.
- زيادة المجهود المبذول وخاصة عند ممارسة أي من الرياضات التي تتطلب قدر معين من الطاقة.
- تناول الأطعمة الغنية بنسب عالية من البروتينات والتي تحتاج قدر أكبر من الطاقة لكي تتم عملية هضمها وامتصاصها.
- بعض الأسباب العضوية والنفسية كوجود مشكلات في الحبل الشوكي أو زيادة المؤثرات النفسية والتوتر.
- شرب المشروبات الساخنة مثل الزنجبيل والحلبة والتي تؤدي لارتفاع حرارة الجسم بشكل سريع وبالتالي تحفيز الغدد العرقية على إفراز العرق.
- المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين من شأنها أن تزيد من تحفيز الهرمونات المدرة للبول، وبالتالي ارتفاع نسبة فقد الماء من الجسم مما يستدعي تحفيز الغدد العرقية لإنتاج العرق لتعويض هذا الفقد.
فوائد التعرق
لا شك أن إفراز العرق من الأشياء المزعجة لكثير من الناس، ولكن فوائد العرق أو التعرق هي كثيرة وضرورية لحيوية الجسم، ومن ضمنها:
- التخلص من الأملاح الزائدة والسموم الموجودة في الجسم بالإضافة لبعض المواد الأخرى مثل الكوليسترول.
- خفض حرارة الجسم وتبريده بالدرجة التي تسمح له بالحفاظ على وظائفه الحيوية والقيام بها بشكل أفضل ودون فرط في الطاقة.
- الحفاظ على صحة الجسم ضد بعض الميكروبات والفيروسات لما يكسبه من مناعة للجسم من خلال إفرازه لأجسام مضادة لأنواع متخصصة من الفيروسات والبكتيريا.
- صحة القلب والجهاز الدوري مرتبطة بشكل وثيق بإفراز العرق، حيث يساهم إفراز العرق في تنظيم دوران الدم داخل الجسم وبالتالي تقوية عضلة القلب والحفاظ على ضغط دم منتظم.
- عملية التعرق تضمن الحصول على بشرة أنقى وأكثر نضارة، حيث أنه بحدوثها يتم التخلص من كل السموم عن طريق مسام البشرة، مما يضمن نظافتها وعدم تكون البثور أو ما يعرف بحب الشباب.
- للأشخاص الذين يتناولون المواد الكحولية بشكل شبه دائم فإن عملية التعرق تساهم بشكل كبير في تخليص الجسم من بعض هذه الكحوليات الموجودة في أجسامهم.
اضرار التعرق
رغم أن التعرق من الظواهر الصحية التي يقوم بها الجسم للحفاظ على صحته، إلا أن عدم التعامل بشكل سليم مع هذه الظاهرة قد يتسبب في بعض الأضرار والتي من أهمها:
- وجود رائحة كريهة بشكل مستمر في أجساد الأشخاص الذين لا يقومون باتباع الإجراءات الصحية السليمة لعلاج العرق.
- حدوث بعض المشكلات المتعلقة بالجلد والإصابة ببعض الأمراض الجلدية مثل الطفح والتقرحات وغيرها من الأمراض التي تحدث بسبب عدم التعامل الصحيح مع السموم التي يتخلص منها الجسم.
- زيادة التعرق في الشعر وعدم علاجه بشكل صحيح قد يؤدي لمشكلات كثيرة لفروة الرأس من ضمنها مشكلة الإصابة ببعض الأمراض الفطرية والعدوة البكتيرية.
- عدم تعويض الماء المفقود عن طريق العرق بشكل مستمر قد يعرض الجسم للإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل مرض الجفاف لانخفاض نسبة الماء بالجسم عن الحد الطبيعي.
- زيادة البثور والتقرحات بالبشرة نتيجة لانسداد المسام أو عدم تنظيفها بشكل مستمر عند خروج العرق والسموم منها مما يساعد على تكوين البثور بشكل أسرع.
التخلص من العرق
بشكل عام لا يمكن التخلص من العرق بشكل نهائي لأنه من الأمور الحيوية للجسم، ولكن يمكن التعامل معه والتخلص من الآثار الناتجة عنه وذلك باتباع ما يلي:
- الحفاظ على عادات صحية سليمة، والاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام بصفة منتظمة بمنتجات غير ضارة بالجسم أو البشرة.
- استخدام مزيلات العرق الطبيعية والطبية والابتعاد عن التي تحتوي على نسب عالية من الكحول أو المركبات العطرية التي تؤدي لتهيج البشرة أو سد المسام.
- عدم التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة بشكل مستمر ومحاولة الحفاظ على الجسم رطب عن طريق تناول المشروبات الباردة أو المثلجات لضمان استقرار حرارة الجسم.
- الإكثار من شرب المياه بكميات مناسبة لتعويض الفقد عن طريق البول أو العرق، وقدر علماء الطب والأحياء مقدار ما يحتاجه الإنسان يوميًا منها بحوالي 2 لتر وتزيد مع ارتفاع درجات الحرارة.
- ارتداء الملابس المريحة والواسعة للسماح بالتهوية وترطيب الجسم، وارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة خلال فصل الصيف حتى لا تمتص الحرارة وتؤدي لزياد نسبة التعرق في الجسم.
كل العمليات الحيوية في جسم الإنسان خلقها الله بغرض الحفاظ على صحة الإنسان واستمرار حياته، والعرق ظاهرة صحية لا بد من التعامل معها بشكل صحيح لضمان صحة أفضل.
Recent Comments